الزيارات:
انتحار «باسم يوسف»
الزيارات:
انتحار «باسم يوسف»
انتحار «باسم يوسف» سحر الجعارة
كثيرون من الدخلاء على مهنة «الكتابة» لا يتعاملون مع المهنة بقدسية تعلمناها نحن من رحلة الشقاء والمعاناة الطويلة حتى نصل للقارئ. لكن بعدما أصبحت مقالات الرأى مساحة للمشاهير، أو «سبوبة» يستثمرون فيها شهرتهم، أو وجاهة اجتماعية.. أصبح من العادى أن نقرأ تفاهات ومغالطات وأكاذيب.. أو حتى أفكاراً مسروقة من الغير.. وهذا ما فعله الدكتور «باسم يوسف» مع سبق الإصرار الذى لا يمحوه أى اعتذار! «باسم طلع حرامى»، هذا هو عنوان «الهاشتاج» الذى انتشر بسرعة البرق على «تويتر»، بعدما نشر «باسم» مقالاً له فى صحيفة «الشروق»، تحت عنوان «لماذا لا يهتم بوتين؟»، يحلل من خلاله الأزمة الروسية مع الولايات المتحدة، ثم أعلن الدكتور «أحمد عبدالحميد»، مدير قسم الترجمة والبحوث فى «ساسة بوست»، أن «باسم» اقتبس مقاله -حرفياً- عن مقال لكاتب بريطانى يدعى «بن جودا» بعنوان «لماذا لا تخشى روسيا من الغرب؟» منشور فى مجلة Politico Magazine!!. الفضيحة أن «باسم» بكل غرور ومكابرة اعتذر عن خلطه الغبى بين أزمة «خليج الخنازير»، و«أزمة الصواريخ الكوبية»، وذلك فى مقدمة المقال الذى تحدث فيه عن ردع الرئيس الأمريكى الأسبق «جون كنيدى» للسوفيت.. والذى تعمد كتابته بالعامية للتمويه على السرقة. ثم عاد «باسم» ليبرر السرقة مدعياً أن هموم البرنامج وضغط العمل انسياه كتابة اسم المصدر.. وهنا اعتذر «باسم» لـ«بن جودا»، وأشاد بمقاله بدلاً من الاعتذار للشعب الذى وثق فيه وأعطاه الشهرة والجماهيرية والملايين التى يسبح فيها. وجاءت صفعة «بن جودا»: (من فضلك يا باسم لا تفعل ذلك مجدداً، فذلك يعتبر اتصالاً بالكيان الصهيونى).. هل هذا ما يريد «باسم» نشره بين الناس، التحليل الصهيونى للصراع التاريخى بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؟! المأساة أن «باسم» لم يترك إعلامياً أو صحفياً أو سياسياً إلا انتقده بشدة، وتربص بمواقف الجميع وسخر منهم سخرية لاذعة تصل إلى حد الإهانة والتجريح.. ولم يكن من بين هؤلاء من سرق فكرة ونسبها لنفسه! ثم إنه ليس مضطراً للسرقة والناس مستعدة أن تقرأ له أى تفاهة أو بذاءة أو تحليل جاد.. لكنه كما وصف نفسه فى الاعتذار المطول بجريدة «الشروق»: (تعاملت مع الموضوع بقدر كبير من البلاهة والتسرع والمكابرة والاستهبال)!! دروس «باسم» عن الرقابة الشعبية التى هى خط الدفاع الأول ضد أخطاء الإعلاميين لا تعفيه من الجريمة، وإذا كان «المقال» لا يضيف لك شيئاً ولا تستفيد منه بأى مجد شخصى، كما تقول، فلا تكتب.. خاصة أن هناك واقعة أخرى على «اليوتيوب» الذى توجك ملكاً تؤكد سرقتك لأفكار كتاب المفكر «جمال البنا» رحمه الله «تفنيد حد الردة» ونشره حرفياً فى مقال بعنوان «الإلحاد والردة»!! لا معنى لحديثك عن «ثقافة الاعتذار»، وانسحابك من ميدان الكتابة، بعد أن خسرت الكثير من مصداقيتك!! برنامج «البرنامج» كان يعتمد بالأساس على وجود شخص «نظيف» يكشف سلبيات الآخرين، ويتحدث بلسان الناس ويعبر عن همومهم وأوجاعهم. أنا شخصياً لم أتهمك يوماً بالعمالة، ولم أشكك فى وطنيتك، واعتبرت منع برنامجك من العرض على شاشة CBC إساءة لمصر.. مهما بالغت فى الهجوم على أى رمز سياسى أو قائد وطنى. كنت أرى أن حرية التعبير قيمة جديرة بالانحياز إليها، حتى لو شابها أى تجاوز، وأن الرد على آرائك يجب أن يكون بالرأى وليس بالمنع. الآن، أنا مصدومة ومذهولة، لأنك فقدت «مصداقيتك»، وفقدت معها ثقة الكثيرين، فخسرنا إعلامياً أحببناه وتفاعلنا معه.. بل ودافعنا عنه ضد دعاوى التكفير والتخوين!! أنا حزينة، ليس لأنك سرقت أفكار كاتب صهيونى، بل لأن فعل السرقة هو بمثابة انتحار أدبى.. لم تكن مضطراً إليه.
الوطن
انتحار «باسم يوسف» سحر الجعارة
كثيرون من الدخلاء على مهنة «الكتابة» لا يتعاملون مع المهنة بقدسية تعلمناها نحن من رحلة الشقاء والمعاناة الطويلة حتى نصل للقارئ. لكن بعدما أصبحت مقالات الرأى مساحة للمشاهير، أو «سبوبة» يستثمرون فيها شهرتهم، أو وجاهة اجتماعية.. أصبح من العادى أن نقرأ تفاهات ومغالطات وأكاذيب.. أو حتى أفكاراً مسروقة من الغير.. وهذا ما فعله الدكتور «باسم يوسف» مع سبق الإصرار الذى لا يمحوه أى اعتذار! «باسم طلع حرامى»، هذا هو عنوان «الهاشتاج» الذى انتشر بسرعة البرق على «تويتر»، بعدما نشر «باسم» مقالاً له فى صحيفة «الشروق»، تحت عنوان «لماذا لا يهتم بوتين؟»، يحلل من خلاله الأزمة الروسية مع الولايات المتحدة، ثم أعلن الدكتور «أحمد عبدالحميد»، مدير قسم الترجمة والبحوث فى «ساسة بوست»، أن «باسم» اقتبس مقاله -حرفياً- عن مقال لكاتب بريطانى يدعى «بن جودا» بعنوان «لماذا لا تخشى روسيا من الغرب؟» منشور فى مجلة Politico Magazine!!. الفضيحة أن «باسم» بكل غرور ومكابرة اعتذر عن خلطه الغبى بين أزمة «خليج الخنازير»، و«أزمة الصواريخ الكوبية»، وذلك فى مقدمة المقال الذى تحدث فيه عن ردع الرئيس الأمريكى الأسبق «جون كنيدى» للسوفيت.. والذى تعمد كتابته بالعامية للتمويه على السرقة. ثم عاد «باسم» ليبرر السرقة مدعياً أن هموم البرنامج وضغط العمل انسياه كتابة اسم المصدر.. وهنا اعتذر «باسم» لـ«بن جودا»، وأشاد بمقاله بدلاً من الاعتذار للشعب الذى وثق فيه وأعطاه الشهرة والجماهيرية والملايين التى يسبح فيها. وجاءت صفعة «بن جودا»: (من فضلك يا باسم لا تفعل ذلك مجدداً، فذلك يعتبر اتصالاً بالكيان الصهيونى).. هل هذا ما يريد «باسم» نشره بين الناس، التحليل الصهيونى للصراع التاريخى بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؟! المأساة أن «باسم» لم يترك إعلامياً أو صحفياً أو سياسياً إلا انتقده بشدة، وتربص بمواقف الجميع وسخر منهم سخرية لاذعة تصل إلى حد الإهانة والتجريح.. ولم يكن من بين هؤلاء من سرق فكرة ونسبها لنفسه! ثم إنه ليس مضطراً للسرقة والناس مستعدة أن تقرأ له أى تفاهة أو بذاءة أو تحليل جاد.. لكنه كما وصف نفسه فى الاعتذار المطول بجريدة «الشروق»: (تعاملت مع الموضوع بقدر كبير من البلاهة والتسرع والمكابرة والاستهبال)!! دروس «باسم» عن الرقابة الشعبية التى هى خط الدفاع الأول ضد أخطاء الإعلاميين لا تعفيه من الجريمة، وإذا كان «المقال» لا يضيف لك شيئاً ولا تستفيد منه بأى مجد شخصى، كما تقول، فلا تكتب.. خاصة أن هناك واقعة أخرى على «اليوتيوب» الذى توجك ملكاً تؤكد سرقتك لأفكار كتاب المفكر «جمال البنا» رحمه الله «تفنيد حد الردة» ونشره حرفياً فى مقال بعنوان «الإلحاد والردة»!! لا معنى لحديثك عن «ثقافة الاعتذار»، وانسحابك من ميدان الكتابة، بعد أن خسرت الكثير من مصداقيتك!! برنامج «البرنامج» كان يعتمد بالأساس على وجود شخص «نظيف» يكشف سلبيات الآخرين، ويتحدث بلسان الناس ويعبر عن همومهم وأوجاعهم. أنا شخصياً لم أتهمك يوماً بالعمالة، ولم أشكك فى وطنيتك، واعتبرت منع برنامجك من العرض على شاشة CBC إساءة لمصر.. مهما بالغت فى الهجوم على أى رمز سياسى أو قائد وطنى. كنت أرى أن حرية التعبير قيمة جديرة بالانحياز إليها، حتى لو شابها أى تجاوز، وأن الرد على آرائك يجب أن يكون بالرأى وليس بالمنع. الآن، أنا مصدومة ومذهولة، لأنك فقدت «مصداقيتك»، وفقدت معها ثقة الكثيرين، فخسرنا إعلامياً أحببناه وتفاعلنا معه.. بل ودافعنا عنه ضد دعاوى التكفير والتخوين!! أنا حزينة، ليس لأنك سرقت أفكار كاتب صهيونى، بل لأن فعل السرقة هو بمثابة انتحار أدبى.. لم تكن مضطراً إليه.
الوطن
0 تعليقات